الدور التنشيطي في الممارسة الرياضية بالمدارس الابتدائية

Abstract

لملخص

  عرفت الممارسة الرياضية بالمدارس الابتدائية بتونس عديد التغييرات الهيكلية على مستوى النصوص الترتيبية الضابطة لمحتوى التكوين الأساسي والبرمجة البيداغوجية المعتمدة، ولكن ذلك لم ينعكس بنفس القدر على الواقع الموضوعي والتربوي لتدريس هذه المادة بهذه المؤسسات، التي بقيت محاطة بعديد الصعوبات والإشكالات المنهجية في علاقة بالمواقف الاجتماعية والأدوار التنشيطية لمدرس التربية البدنية وما تتطلبه هذه المواقف من آليات تواصلية وفنيات بيداغوجية متجددة تمكن أطفال المدارس من فهم ذواتهم والتعبير عن اجتماعيتهم في ضوء خصائصهم النفسية والجسدية، الأمر الذي يجعل لموقف المدرس الرياضي خصوصية تعليمية مميزة هي خصوصية المنشط البيداغوجي التي يستمدها من طبيعة الفضاء الذي تتم فيه ممارسة النشاط الرياضي باعتباره فضاء حرا  للإبداع والتعبير.    إن الصلة الوثيقة بين الاستخدامات الرشيدة لجسد الطفل وحواسه، وبين نجاح الممارسة الرياضية التربوية في مستوى التعليم الابتدائي تتطلب من المدرسين الرياضيين سواء كانوا متربصين أو مباشرين مواقف بيداغوجية تستحضر أدوارا تنشيطية متحركة تهدف إلى بناء العلاقات الاجتماعية السليمة، والتشجيع على التفوق والإبداع ومعالجة الاتجاهات السلوكية العنيفة ، وذلك لأن خصوصية الممارسة الرياضية بهذه الفضاءات التعليمية المبكرة تقتضي اندماج التدريس بالتنشيط من أجل تمرير سليم للمفاهيم النظرية والتطبيقية المرتبطة بالرياضة، من خلال مقاربات بيداغوجية متنوعة ورؤية تسييرية منفتحة على التجارب التنشيطية في التربية البدنية، التي تقاوم التصورات الشائعة التي لا ترى في الممارسة الرياضية بالمرحلة الابتدائية أكثر من مجرد أنشطة عرضية تكميلية لا يحتاجها التلميذ. الأمر الذي أدى إلى تبسيط وتهميش الأدوار التنشيطية والمواقف البيداغوجية للمدرس الرياضي، وهو ما دفعنا في إطار هذا الطرح الإشكالي العام إلى تتبع وتحليل الوضعيات البيداغوجية التي يختارها المدرس المتربص لتسيير حصص التربية البدنية ، حيث اعتمدنا منهجية تحليل المضمون لقراءة مدى حضور الدور التنشيطي للمدرس الرياضي المتربص ونوعية المواقف الاجتماعية والأدوار التنشيطية المنتظرة من خلال المذكرات البيداغوجية لحصص التدريس المقررة.

    فماهي أبرز خصائص الأدوار التنشيطية والمواقف الاجتماعية لمدرس التربية البدنية في مرحلة التعليم الابتدائي؟

   وإلى أي مدى يمكن للوضعيات التعليمية المسجلة بالمذكرات البيداغوجية للتدريس أن تعبر عن جملة الأدوار التنشيطية والوظائف الاجتماعية المنتظرة من المنشط الرياضي؟

الكلمات المفتاحية: الدور التنشيطي، مدرس التربية البدنية، الممارسة الرياضية