نحو منظمات ذات الأداء العالي وفقاً لمنظور الذكاء الإجتماعي (دراسة أستطلاعية لآراء عينة من الهيئة التدريسية في جامعة الكوفة - كلية الإدارة والأقتصاد)
Abstract
تشهد البيئة التنافسية للمنظمات وبيئة التعليم العالي تغيرات وتحولات جذرية نحو عصر الذكاء (Intelligent Era) ، فقد بات بما لا يقبل الشك أن المصدر الأهم لتنافسية الجامعات هو في طاقاتها البشرية ورأسمالها الفكري، فقد أظهرت الأدبيات المعاصرة أن بناء وتطوير الذكاء الإجتماعي للقيادات الجامعية هي الأستجابة الأسرع لمواجهة تحديات عولمة المعرفة وعصر الذكاء . وتم تطوير مشكلة الدراسة الحالية استناداً إلى مؤشرين أساسيين الأول تمثل بنتائج الدراسة المسحية الأولية والمقابلات غير المهيكلة التي أجراها الباحث في ميدان الدراسة (جامعة الكوفة) والتي أكد فيها على الحاجة إلى حضور الذكاء الإجتماعي في ممارسات وقرارات القيادات الجامعية بوصفه حجر الزاوية في نجاح تلك الممارسات والقرارات، أما المؤشر الثاني فهو مراجعة ومسح الأدبيات ذات الصلة بموضوع الذكاء الإجتماعي التي شكلت القاعدة المعرفية لتأطير التساؤلات الأساسية للدراسة والتي تمحورت حول الإجابة على التساؤل الأهم والمتمثل بتحليل وتشخيص دور الذكاء الإجتماعي للقيادات الجامعية (بوصفه المتغير المستقل) بتحسين وتدعيم مجالات الأداء العالي بمنظور بطاقة الأداء المتوازن الشاملة ( بوصفه المتغير المعتمد ) وبعد أن قدمت الدراسة تأطير مفاهيمياً معمقا للمتغيرين الرئيسين في الدراسة عبر مراجعة مسحية شاملة للأدبيات والأسهامات المعرفية ذات الصلة . تم تطوير النموذج الفرضي للدراسة وفرضياتها على وفق المشكلة والتساؤلات التي أثيرت مسبقا وتم جمع البيانات الضرورية لأختبار نموذج الدراسة الفرضي من مصدرين أولهما السجلات والوثائق التابعة للجامعة وخاصة تلك التي تتعلق بمؤشرات الأداء العالي فضلا عن تطوير أداة قياس على وفق مقياس (Likert) الخماسي . تم أنتخاب جامعة الكوفة ميدانيا لأختبار نموذج وفرضيات الدراسة لمسوغات عدة أهمها نتائج المقابلات غير المهيكلة ومعايشة الباحث الميدانية لميدان الدراسة والتي أكدت على ضرورة تفعيل منظومة الذكاء الإجتماعي للقيادات الجامعية وبمختلف المستويات ، لأجل أن يكون أكثر حضورا في ممارسات وقرارات تلك القيادات . لقد تبنى الباحث أسلوب العينة العمدية (القصدية) والتي ضم جميع القيادات الجامعية من مستوى رئيس قسم فصعودا وعدد من التدريسين والبالغة (70) وأخضعت البيانات التي تم جمعها من خلال أداة القياس إلى عدة أختبارات إحصائية، منها أختبارات وصفية (Descriptive) وأختبارات أستدلالية لامعلمية كان الهدف منها أختبار علاقات الأرتباط والتأثير بين متغيرات الذكاء الإجتماعي للقيادات الجامعية وأبعاد الأداء العالي. وأكدت نتائج الدراسة أن الذكاء الإجتماعي للقيادات الجامعية يمكن أن يوظف كأساس ملائم للتنبؤ بمستويات أو أبعاد الأداء العالي للجامعات . قدمت الدراسة عدد من التوصيات التي أكدت على ضرورة تطوير القدرات الإستراتيجية للقيادات الجامعية في مجال توظيف تقنيات الذكاء الإجتماعي في جميع الممارسات وبما يسهم في تحسين الأداء العالي
Full Text:
PDFRefbacks
- There are currently no refbacks.