الاحتجاج بالقدر وأثره في نهوض الأفراد والمجتمعات

Abstract

إن من أعظم أسباب نهوض الأمم والمجتمعات تمسكهم بعقيدتهم وثوابت دينهم، وعدم التشكيك فيها أو الصد والإعراض عنها بأي حال من الأحوال. فما بقيت الأمم السالفة قائمة على أصولها وثابتة في حضارتها إلا عندما تمسكت بأمر دينها وعقيدتها؛ إذ أنها المُلهم والمعين لها من أي ضعف أو نقص يحصل لها في مسيرتها الطويلة.
وأعظم ما تميزت به شريعتنا الإسلامية الغراء هو العقيدة العظيمة التي تبني في نفس الإنسان روح التوكل والعمل والاجتهاد في بناء الحضارات ومواكبة التطورات التي لا تتصادم مع تعاليم ديننا الحنيف. وأعظم ما يميز عقيدة أهل الإسلام هو الإيمان بالقضاء والقدر والتسليم لله تعالى بأمره وقدره ثم ربط كل ما يجري بالكون بذلك مصداقاً لقول الله تعالى: ﭽﰌﰍﰎﰏﰐﰑﭼ (القمر: ٤٩)، وهذه العقيدة العظيمة تبني في القلوب التواصل ما بين السماء والأرض، وما بين الدنيا والآخرة، وبين الحاضر والمستقبل، والشاهد والغيب، فلا تجعله يركن للدنيا وأسبابها، ولا للآخرة بترك أسبابها؛ وإنما هي الوسطية والاعتدال إيماناً بالغيب وما قدره الله تعالى للأشياء، وأخذًا بالأسباب التي جعلها الله أسبابًا في حصول المقادير.