عقوبة الرجم صفتها وتنفيذها في الشريعة الإسلامية

Abstract

تعتبر تنفيذ عقوبة الرجم من الضرورات الرئيسية في الشريعة الإسلامية، ولهذا أثبت الشرع وجوب إقامتها على من وجبت عليه إذا بلغت الحاكم الشرعي، ويستوي في ذلك الرجال والنساء، والشريف، والوضيع، والقريب، والبعيد، وينبغي أن يعلم أن الإسلام لم يحكم للإنسان بشيئ إلا وفيه منفعة صرفة للأمة، أو منفعته تغلب ضرره، فهو دين قويم ينشد الصلاحية والمنفعة للأمة، ويراعي حسن التنظيم في المجتمع الإسلامي، وذلك مكافحة للجرائم ومحافظة على أعراض الناس، وحماية للفضائل ومكارم السلوك وتطهير المجتمع من الرذائل وتحقيق الأهداف السامية والأغراض النبيلة. ولا يظن ظان أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل شريعته وترك لنا الخيار في العمل بها أو إلغائها، أو أنه يأجرنا ويبارك لنا إذا أخذنا بها، ولا يعاقبنا إن تركناها، فليس تنفيذ عقوبة الرجم في الشريعة الإسلامية من باب المستحب و المستحسن، بل من باب الفرض الواجب، فكما أن تنفيذ عقوبة الرجم في الشريعة الإسلامية يحصل الفلاح في الدنيا والآخرة، فإن تركها وإهمالها يتوجب الخسارة والدمار في الدنيا والآخرة كذلك، ولهذا يجب على أولياء أمور المسلمين في البلدان الإسلامية أن تعود من جديد إلى العمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في تنفيذ عقوبة الرجم كما بينه الشارع الحكيم، دون تأخير أو تسويف، أو تغيير أو تبديل، حتى يكون ردعا أو كفارة لمرتكبي الجريمة وزجرا للآخرين من الوقوع فيها في آن واحد.