الإدارة المعاصرة وأهمية تطبيق الأخلاقيات الإسلامية فيها

Abstract

هذا البحث محاولة للكشف عن مدى حرص العلماء على الإهتمام بأخلاق العمل طوال العصور الإسلامية ابدء من عصر النبي عليه الصلاة والسلام والى يومنا هذا حرصا يتناسق مع طبيعة الدولة الإسلامية وحجمها ووظائفها الإدارية، وكتبوا العديد من المؤلفات في الأخلاق والإدارة وكيف أنهما متلازمين لنجاح الإدارة في كل مؤسسة، وبينوا أهمية الصفات الواجب توفرها في الولاة بالإضافة إلى الصفات المطلوبة في العمال، فليس كل شخص تتوفر فيه صفات القيادة يجب أن يكون مؤهلاً لقيادة أيةِ مؤسسة بل لابد من توفر الأخلاقيات الإدارية فيه من رأي سديد وحكمة وأمانة ونشاط وصبر وغيرها من الصفات والأخلاق الواجب توفرها فيه مع تدربه اللازم لكيفية إدارة تلك المؤسسة، فقد تحدث الإمام الغزالي عن الوصايا العشر لمن يتولى أمر المسلمين وحذرهم من إستغلال السلطة لمصالحهم الخاصة دون النظر إلى مصالح المسلمين العامة، والبعد عن الظلم، ونبههم إلى أهمية قضاء حوائج الناس، وأهمية إلتزام الحاكم بالأخلاق الحسنة، كما ركز رحمه الله على دور الموظف وأخلاقه اللازم أن يتحلى بها من الصبر والحلم والرفق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو دور مهم في رفع مستوى تقديم الخدمات العامة وطاقة الإصلاح الإداري المنشود، لذلك نجد أن إرتباط الأخلاق بالعمل إرتباطاً متلازما هو من الأمور الضرورية في الإدارة العامة وموظفيها في شتى المجالات الإدارية المتنوعة بدون إستثناء.