الحذف عند الزمخشري

Abstract

تعد ظاهرة الحذف من أبرز الظواهر في  اللغة العربية لما لها من دور في جذب انتباه المتلقي، ولما تثيره في ذهنهِ من أشواق من أجل تقدير الجزء المحذوف وملء فراغات النّصّ عبر الدليل المذكور والعنصر المحذوف، اعتماداً على المرجعية العائدة إلى المعطيات المذكورة التي يلمس معها المتلقي ترابطاً واضحاً بين أجزاء النّصّ.‍  وقد التفت علماء اللغة قديماً وحديثاً لظاهرة الحذف؛ إذ قال عبد القاهر الجرجاني(ت 471ه) في حدّه الحذف :" هو بابٌ دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيهٌ بالسحر، فإنّك ترى به تركَ الذكر أفصحَ من الذكر، والصمتَ عن الإفادة أزيدَ للإفادة، وتجدُك أنطقَ ما تكون إذا لم تنطق، وأتمَّ ما تكون بياناً إذا لم تُبِنْ. وكتاب "الكشاف" للزمخشري يعد من أهم كتب التفاسير التي تحدثت عن الحذف القرآني. فالبحث يدور حول مشكلة ما اتضحت لنا من خلال ملاحظة غموض دار حول معرفة المسائل البلاغية التي تطرق اليها الزمخشري في كتابه "الكشاف"، فضلاً عن غموض معنى الآية التي جاءت فيها الحذف، فضلا عن غياب معناها عن القارئ والمستمع، و كذلك كان لندرة الباحثين في كتاب الزمخشري من حيث الحذف البلاغي في القرآن الكريم سبباً آخر دفعني للبحث في هذا الموضوع . وكان الهدف من هذه الدراسة بيان معنى الحذف لغةً واصطلاحاً وبيان أهم أنواعه وأقسامه وتوضيح طرق كشف الحذف في النص القرآني داخل الآية الكريمة ثم إعطاء مجموعة من التخمينات التي تتناسب مع المقام وترجيح أيهما أقرب لواقع النص القرآني . وقد إعتمدت هذه الدراسة بشكل عام على المنهج النوعي إذ بحثت في أنواع الحذف الوارد في النصوص القرآنية، وكذلك المنهج التحليلي في تحليل الآيات القرآنية، والمنهج المقارن واعتمدته من أجل المقارنة بين النصوص القرآنية، والمنهج الاستقرائي لاستقراء الآيات الكريمة واستنطاقها، من خلال الرجوع إلى المعاجم اللغوية والتفاسير القرآنية والكتب البلاغية والدلالية. والنتائج كانت أن هناك عوامل عدة تسهم في توضيح المعنى المحذوف منها دلالة سياق النص ومنهم المتلقي وإتساع المعنى فكلها عوامل تصب في خدمة المتلقي لتوضيح المعنى المحذوف داخل الجزء المحذوف وبالتالي يسهل أمر اكتشافه داخل النص المطروح.