التّفردُ الأُسلوبيُّ عندَ النُّورسيِّ في كتابه (إشارات الإعجاز).
Abstract
عُنيت هذه الورقة بدراسة التفرد الأسلوبيّ في أسلوب بديع الزمان سعيد النورسيّ في تفسيره للقرآن الكريم الموسوم (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز). عمدت الدراسة إلى إبانة تفرد النظريّة الأسلوبيّة عند النورسيّ على صعيد التنظير اللغويّ، ثم أخذت في تبيين ملامح التفرد الأسلوبيّ عند النورسيّ على صعيد التطبيق معتمدة المنهج الوصفيّ التحليليّ الذي يتكامل مع المنهج الوصفيّ في التحليل الأسلوبيّ والمنهج الوظيفيّ ؛ فكشفت النّقاب عن بعض ملامح التفرد وتجلياته الأسلوبيّة في الإيجاز والابتكار في توظيف أنساق اللغة، والبعد الوجدانيّ والتصوير التمثيليّ والتفرد الذوقيّ وشعريّة الخطاب. كما أبانت المضمون الفكري في تفرد منهجيّة الأسلوب الاشاريّ وتفرد أسلوب النورسيّ المعجميّ والاشتقاقيّ وأسلوب التناص ومزج الأصالة بالمعاصرة. كل هذا في وحدة يتسق فيها لسان الوعي اللغويّ ولسان الوعي الفلسفيّ بالوجدان في إطار الرؤية الشاملة لمفهومي النظم والبلاغة عند النورسيّ .
وخلصت الدراسة إلى نتائج منها: إنّ أسلوب النورسيّ مشبع بالخصوبة والخصوصية . والنظريّة الأسلوبيّة عنده تستمد شموليتها من معاني القرآن . يبتكر النورسيّ للمصطلحات البلاغية والنحوية معاني ودلالات جديدة تتسق فيها بلاغة الكتاب المسطور مع بلاغة الكون المنظور . تتجلى في أسلوبه العلاقة الواشجة بين علم المعاني وعلم النحو في تقدمية للمعنى على اللفظ في النظم اللغويّ . وظّف النورسيّ أنساق اللغة في خدمة التصوير التمثيليّ والتشكيل في الخطاب اللغويّ؛ لتحقيق أهداف الخطاب في خلق الإنسان المسلم الحضاريّ ، وإنقاذ الإيمان في تفردٍ أسلوبيٍّ يظهر في القوالب الحواريّة والنظم الجمليّ المرتب منطقياً في مزاوجة بين البلاغة الذوقية القيميّة والبلاغة المعياريّة المنطقيّة ؛ مما يجعل أسلوب النورسيّ مفردة متميزة في سجل الإسلوبيّة الإسلاميّة المعاصرة.
Full Text:
PDFRefbacks
- There are currently no refbacks.