الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة .. دراسة في ضوء الهدي والسيرة النبوية

Abstract

يتناول هذا البحث موضوعاً دقيقاً أرى أنه حري بالبحث؛ ذلك أنه يركز على العناية الفائقة والرعاية الاستثنائية التي أولاها الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي يتطلب إبرازه في ميادين عدة، وذلك لأسباب منها: أن الرسالة السماوية الرحيمة التي أتى بها الإسلام تحفظ للإنسان مكانته وتبرزه كقيمة لا بد من رعايتها والحفاظ على كرامتها والقيام باحتياجاتها مهما كانت ظروف هذا الإنسان سليماً أم سقيما، صحيحاً أو غير ذلك، وهذا باب عظيم في البناء المجتمعي الذي سعى إليه الإسلام. فالتدابير النبوية الخاصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ووضع أسس وقوانين وسن تشريعات خاصة بها، هي سعي جليل وعمل جلي لتحقيق مقصد شرعي اجتماعي سامي ونبيل، وهو أن يصير المجتمع متراصاً متماسكاً ، تصان فيه كرامة الأفراد لترسيخ الحقوق وتمتين بنيان المجتمع، فيعرف القوي حاجة الضعيف والصحيح حاجة المريض. كما إن للعناية بذوي الاحتياجات الخاصة مكانة جلية يلمسها كل متتبع للسنة النبوية والسيرة الشريفة ومجريات الحياة في عصر الرسالة، حيث كمية الأحاديث النبوية الشريفة والإشارات التاريخية التي تؤكد على ضرورة إيفاء هذه الفئة حقها والقيام بما يكفل لها كرامتها ورغد عيشها، والحرص على التماسك الأسري والمجتمعي؛ لأن الكل معني بهذا ويجب أن تكون له أسهامة فيه. ويهدف هذا البحث كذلك إلى إثبات أن التضامن المجتمعي والاهتمام بالفرد وتعاهده وتلبية متطلباته مطلب شرعي، وضرورة اجتماعية لايمكن التنصل منها. كما أننا نهدف من خلال البحث لإبراز الحلول والمعالجات التي أوجدها الإسلام لمشكلات مجتمعية وأسرية لازالت تؤرق المجتمعات المعاصرة ، في كيفية إيجاده سبل التعامل معها، وإيفائها حقها، وجعل هذه التعاملات قيمة سامية، وبالمقارنة امع التشريعات الأخرى ولتي سنبرزها في ثنايا هذه الدراسة سنلمس الفرق، ونرى الآلية والأسلوب المميز في الطرح والمعالجة لمثل هذه الحالات المجتمعية الإنسانية في الفكر الإسلامي الراقي. وسيتم الاعتماد في البحث على جملة من المصادر الأولية والمراجع والدراسات الحديثة.