رياضيّات القرآن الكريم، المجموعات

Abstract

من إعجاز القرآن العظيم سبقه بالإشارة إلى كل ما يقوم عليه العلم وكل ما ينتجه، من هذه الإشارات العلميّة، إشارته إلى أحد أقسام علم الرّياضيّات الحديث، ألا وهي نظرية الزمر أو المجموعات، التي تعدّ أحد أسس العلوم الرياضيّة، فضلاً عن كونها نواه معظم العلوم، فكان الحريّ بنا كمختصّين إظهار وتوضيح هذه الإشارة، محاولين تأصيل تصنيفاتها وأصولها وقواعدها، جاهدين في وضع أسس أبحاث المرحلة القادمة من أبحاث إعجاز كتاب الله تعالى.

تم من خلال المبحث تصنيف محتويات القرآن الكريم من آيات وكلمات وأحرف وأرقام إلى ثلاثة أصناف من المجموعات، مجموعات حرفيّة، ومجموعات عدديّة، ومجموعات حرفيّة عدديّة، تم تقسيم هذه الأصناف إلى أربعة مستويات لكل صنف، مجموعات على مستوى القرآن الكريم كاملاً، مجموعات على مستوى السّورة، مجموعات على مستوى الكلمة، مجموعات على مستوى الحرف، ومن ثم تحديد الشّكل الرّياضي لها كبنية جبريةّ وإيجاده لجميع هذه التّصنيفات والأقسام، وتم عرض أهم خصائصها، والعملياّت التي يمكن أن تطبّق عليها، كالاجتماع والتّقاطع، والعمليّات الرّياضيّة والمنطقيّة، بالإضافة إلى عملياّت البحث والفرز والنّسب والتّناسب، والتّباديل والتّراتيب والتّوافيق، والاحتمال والإحصاء، وغيرها.

يظهر المبحث سبق القرآن بعلومه ونظمه، وإحكام بنائه وترتيبه، ويوضّح الإشارة فيه إلى نظريّة المجموعات مرتّبة العناصر، وإمكانيّة تحويل كل ما يحتوي إلى مجموعات جبريّة يمكن تطبيق عدد من العمليات الرّياضيّة والمنطقيّة عليها، إعجاز جديد يضاف إلى الرّصيد العلمي والإعجازي للقرآن الكريم، وتأخذ هذه الأبحاث أهمّيتها من أن بعض الدّراسات القرآنيّة في الإعجاز العلمي قد تعتمد عليها، والتي ستكون معظم الدّراسات القرآنيّة فيها في السّنوات القادمة، والتّي تعتبر الأفق الجديد للإعجاز القرآني.