الأمانة وأثرها على حياة الأفراد في إصلاح المجتمع

Abstract

تهدف هذه المقالة إلى تقديم دراسة شافية في الأمانة وبيان آثارها على حياة أفراد المجتمع في إصلاح مجتمعاتهم من التدهور والفساد الذي ظل يلحق بها من جميع الجوانب, وإبراز أنه لا مفرّ من العناية بالأمانة وتوظيفها في جميع مجالات الحياة لضمان استقرار, وأمن, ومستقبل باهر  للمجتمع, وأيضاً, لإصلاح علاقة العباد مع ربهم وعلاقاتهم مع بعضهم, حتى تكون حياتهم كلها في إطار شرعي. كما تهدف إلى توعية المجتمعات في أنه لا مستقبل يُتوقع لأي مجتمعٍ لا يُعني بالأمانة, لأنها تدخل في جميع مناحي الحياة. يتاول الباحث هذه الدراسة من خلال نقاط آتية: الأمانة مفهومها والنصوص الواردة فيها. أثر الأمانة على حياة الأفراد في إصلاح المجتمع. آليات تفعيل الأمانة في الوظيفة وأثرها في المجتمع المعاصر. ولتغطية هذه النقاط, وتحقيق تلك الأهداف انتهج الباحث في هذه المقالة منهجين. الأول: استقرائي؛ وذلك لسبر أغوار الموضوع محل البحث. وتحليلي: لبيان ما اعتمد عليه أهل العلم في دراسة الأمانة, وشرح  آثار أداءها على المجتمع. وتوصل الباحث إلى مجموعة النتائج من أهمها: أن الأمانة قِيمةٌ خُلقية واسعة الدلالة، لها معانٍ متعددةٌ؛ من حيث اللغة هي ضد الخيانة, أما من حيث الاصطلاح فلها معان عديدة أرجحها: أمانة التكليف والطاعة والفرائض، وأمانة الودائع.

أن الأمانة حظت بالعناية من الشرع المطهر حيث بيَّنها وفصّل مجالات تطبيقها بأروع الأساليب, ومن هذه المجالات: مجال العقيدة ومجال العبادة, والمجال الاجتماعي, والمجال الاقتصادي, والمجال العلمي, والمجال الدعوي, بغية الوصول إلى الغاية المغيا من القيام بالأمانة, والتي تتمثل في شعور الفرد بمسؤوليته أمام الله تعالى عن كل ما يوكل إليه من واجبات وحقوق، لذلك أوجبها الإسلام وَدَعَا إليها في جميع الأمور التي تتصل بالفرد والمجتمع.