عقوبة تغريب الزناة في الشريعة الإسلامية

Abstract

إن العقوبات في الشريعة الإسلامية شرعت من قبل الله الحكيم الخبير العالم بمسالك النفوس وبما يصلح لها ويقومها ويهذبها وينفعها ولا يضرها، وذلك مكافحة للجرائم ومحافظة على حقوق الناس وضروراتهم ومصالحهم الحقيقية، وحماية للفضائل ومكارم السلوك ومطهرة للمجتمع من الرذائل وتحقيقا للأهداف السامية والأغراض النبيلة، ومن ضمن تلك العقوبات عقوبة تغريب الزناة، ومن المعلوم أنه يوجد ارتباط وثيق بين عقوبة التغريب في الشرعية الإسلامية وبين استتباب الأمن واستقرار الأمر، ولهذا كانت الاضطرابات والخلافات التي وجدت في البلاد الإسلامية حينا من الدهر سببا في تعطيل أو تغيير تلك العقوبة المقدرة من قبل الشرع، فشاع الزنا، وتفشى الجهل، وسادت العادات والتقاليد البالية، وساء فهم أحكام الدين، ولهذا يجب على الأمة الإسلامية أن تعود من جديد إلى العمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى أولياء أمور المسلمين يجب أن يشعروا بوجوب إقامة عقوبة التغريب للزناة كما بينه الشارع الحكيم وتطبيقه بين أفراد الأمة، دون تأخير أو تسويف، أو تغيير أو تبديل، لأن ذلك ينذر بشر مستطير، ويوجب سخط الله تعالى على عباده، بحيث يصبح ردعا أو كفارة لمرتكبي الجريمة وزجر الآخرين من الوقوع فيها في آن واحد وإن تطبيق عقوبة التغريب للزناة كما أشار القرآن والسنة هي الثمرة المطلوبة والنتيجة المقصودة من عرض هذه المقالة.